الفصل الاول عملية التقدير
مرحباً بك في الفصل الاول عملية التقدير
يهدف هذا التطبيق إلى تقديم عرض تفاعلي وشامل لمحتوى الفصل الأول من مادة "عمليات الممارسة المهنية في طريقة العمل مع الأفراد"، والذي يركز على عملية التقدير وتحديد الموقف الإشكالي. يعتبر التقدير حجر الزاوية في ممارسة الخدمة الاجتماعية، فهو العملية التي من خلالها يتمكن الأخصائي الاجتماعي من فهم طبيعة المشكلات التي يواجهها العملاء، وتحديد احتياجاتهم، ونقاط القوة والضعف لديهم، والموارد المتاحة في بيئتهم.
من خلال هذا المستكشف، ستتعرف على مفهوم التقدير وأبعاده، وأهدافه الرئيسية والفرعية، وخصائصه المميزة التي تجعله عملية ديناميكية ومستمرة. كما ستستعرض الخطوات المنهجية لعملية التقدير وفقاً لنماذج مختلفة، بالإضافة إلى المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها الأخصائي الاجتماعي لضمان نجاح هذه العملية. ويتطرق التطبيق أيضاً إلى مميزات التقدير والصعوبات التي قد تواجهه، مع تقديم دراسة حالة تطبيقية توضح سير عملية التقدير في الواقع العملي. وأخيراً، يمكنك اختبار فهمك للمادة من خلال قسم الاختبار التفاعلي.
ندعوك للتنقل بين الأقسام المختلفة باستخدام شريط التنقل أعلاه لاستكشاف هذا الموضوع الهام بعمق.
مفهوم التقدير (Assessment)
يُعد التقدير العملية المهنية الأولى والأساسية في ممارسة الخدمة الاجتماعية. إنه ليس مجرد جمع للمعلومات، بل هو تحليل نقدي منظم يهدف إلى فهم شامل للعميل في موقفه الإشكالي. يتجاوز التقدير فكرة "التشخيص" التقليدية المستعارة من المجال الطبي، ليركز على جوانب القوة لدى العميل وعلى التفاعل الديناميكي بين الفرد وبيئته.
تعريف التقدير
يشير التقدير إلى "عملية تجميع وتنظيم البيانات المرتبطة بنسق العميل والموقف الإشكالي للاستفادة منها في وضع خطة التدخل لأحداث التغير المطلوب." وهو عملية مشتركة بين الأخصائي والعميل، ومستمرة تتغير بظهور حقائق وبيانات جديدة.
الفرق بين التقدير والتشخيص
وجه المقارنة | التشخيص | التقدير |
---|---|---|
نشأته | صاحب المهنة منذ نشأتها الأولى (مستعار من النموذج الطبي) | ظهر في نهاية القرن العشرين |
المفهوم | عملية مهنية تستهدف التعرف على المرض من خلال الأعراض | عملية مهنية تستهدف التعرف على احتياجات العميل ومشكلاته ونقاط الضعف والقوى في شخصيته لاستثمارها |
مشاركة العميل | يركز على الأخصائي أكثر من تركيزه على العميل | يركز على العميل ومشاركته الإيجابية مع الأخصائي |
دراسة المشكلة | يهتم بدراسة ماضي العميل عند دراسة المشكلة | يهتم بدراسة الحاضر والمستقبل للعميل |
القياس | يعتمد على أساليب قياس تقديرية للموقف الإشكالي | يعتمد على أساليب قياس دقيقة تتميز بالصدق والثبات |
هذا الجدول يلخص الفروق الجوهرية بين المفهومين كما ورد في الوثيقة المصدر.
أهداف وخصائص عملية التقدير
تهدف عملية التقدير في جوهرها إلى بناء فهم عميق ومتكامل لوحدة العمل (الفرد، الأسرة، الجماعة) في سياق موقفها الإشكالي. هذا الفهم يشكل الأساس الذي تُبنى عليه خطط التدخل المهني الفعالة. وتتميز عملية التقدير بمجموعة من الخصائص التي تجعلها أداة قوية ومرنة في يد الأخصائي الاجتماعي.
أهداف التقدير الرئيسية
- فهم وحدة العمل في الموقف.
- وضع صياغة دقيقة للمشكلة.
- توفير أساس علمي لوضع خطة العمل اللازمة للتدخل المهني.
وتتضمن هذه الأهداف الرئيسية مجموعة من الأهداف الفرعية مثل تحديد البيانات اللازمة، تحليلها، تحديد حاجات العميل، معوقات إشباعها، إمكانيات وحدة العمل، والموارد المتاحة.
خصائص عملية التقدير
تتميز عملية التقدير بعدة خصائص أساسية، منها:
- مستمرة: لا تقتصر على مرحلة معينة بل تحدث طوال عملية المساعدة.
- مزدوجة: تركز على فهم العميل في موقفه وعلى توفير قاعدة بيانات للتخطيط والعمل.
- متبادلة: تتضمن مشاركة فعالة من كل من العميل والأخصائي.
- دينامية: تتطور وتتغير بناءً على المعلومات الجديدة والحقائق المجمعة.
- تحديد جوانب القوة: لا تقتصر على المشكلات بل تسعى لتحديد وتنمية جوانب القوة لدى العميل والموارد في بيئته.
مخطط الخصائص العامة للتقدير (شكل رقم ١ من المصدر)
Assessment
تمثيل مبسط للمخطط الوارد في الوثيقة المصدر.
خطوات عملية التقدير
تتبع عملية التقدير خطوات منهجية ومنظمة لضمان شموليتها وفعاليتها. ورغم وجود نماذج متعددة توضح هذه الخطوات، إلا أنها تشترك جميعًا في الهدف الأساسي وهو الوصول إلى فهم دقيق للموقف الإشكالي وتحديد مسارات التدخل المناسبة. نستعرض هنا نموذجين رئيسيين لخطوات التقدير، بالإضافة إلى نموذج للتقدير الذاتي.
نموذج Milner & O’Byrne
- الإعداد (Preparation): من خلال تحديد البيانات وثيقة الصلة.
- جمع البيانات (Data Collection): مقابلة الناس والتفاعل معهم.
- الترجيح ووزن البيانات (Weighing the data): استخدام نتائج البحث باستخدام الأسئلة الاستكشافية لحل الموقف الإشكالي.
- تحليل البيانات (Analyzing the Data): استخدام الخرائط التحليلية لتفسير البيانات.
- استعمال التحليل (Utilizing the analysis): وهي مرحلة إنهاء الأحكام والآراء.
نموذج محمد سيد فهمي (٢٠١٣)
- جمع البيانات وتحليلها: من نسق العميل والمصادر المرتبطة به، والموارد المتاحة.
- صياغة التقدير: بعد جمع البيانات وتحديد المشكلة والموارد المتاحة.
- تحديد أولويات المشكلات: بناءً على اعتراف العميل بأهميتها، وإمكانية التعامل معها، ووضوح تحديدها.
- تحديد مصادر القوة لدى العملاء: مثل الأسرة، الأصدقاء، السمات الشخصية، الموارد المادية، المهارات.
- صياغة التعاقد: وهو الاتفاق بين الأخصائي والعميل حول الخطوات المستقبلية للتدخل.
نموذج كارين رادجر للتقدير الذاتي (شكل رقم ٢ من المصدر)
يركز هذا النموذج على مجموعة من المؤشرات الهامة عند تقدير الذات، وهي:
تمثيل مبسط للمخطط الوارد في الوثيقة المصدر.
المتطلبات المهارية للأخصائي لنجاح عملية التقدير
يتطلب نجاح عملية التقدير امتلاك الأخصائي الاجتماعي لمجموعة واسعة من المهارات المعرفية والفنية والتفاعلية. هذه المهارات تمكنه من جمع المعلومات بدقة، تحليلها بعمق، بناء علاقة مهنية قوية مع العميل، وإشراكه بفعالية في عملية التقدير. يوضح الرسم البياني التالي أهمية بعض هذه المهارات بناءً على البيانات الواردة في الوثيقة المصدر (جدول رقم ١).
الرسم البياني يوضح تكرار استخدام المهارات المختلفة من قبل الأخصائيين الاجتماعيين خلال عملية التقدير، وفقًا للبيانات المتاحة.
أهم المهارات الأخرى المذكورة:
- مهارة الملاحظة الدقيقة لسلوك العميل وأنماطه.
- مهارة الاتصال الفعال (اللفظي وغير اللفظي).
- مهارة تقسيم وتصنيف المعلومات.
- مهارة تعزيز تقدم ونجاح العميل خلال عملية التقدير.
- المهارة في ترتيب أحداث الموقف الإشكالي واكتشاف العلاقات بين المعلومات.
- المهارة في الاستفادة من موارد المؤسسة والتحكم في الذات لتجنب التحيزات.
مميزات وصعوبات عملية التقدير
تتمتع عملية التقدير بالعديد من المميزات التي تجعلها أداة حيوية في الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية. ومع ذلك، قد تواجه هذه العملية بعض الصعوبات التي تتطلب وعيًا ومهارة من الأخصائي الاجتماعي للتغلب عليها وضمان تحقيق أهداف التقدير بفعالية.
مميزات عملية التقدير
- فهم الأبعاد الأساسية والفرعية للمشكلات التي يعاني منها العملاء.
- مساعدة العميل على فهم مشكلته وإدراك أبعادها المختلفة على أسس علمية سليمة.
- تحديد جوانب القوة في نسق العميل وفي الأنساق المرتبطة به لاستثمارها.
- استثمار المعارف والمهارات العلمية والمهنية وتوجيهها في عملية التقدير باستخدام الأساليب المناسبة (مثل الملاحظات، المقاييس) والاستفادة من التفسيرات العلمية لنظريات الممارسة.
صعوبات عملية التقدير وإجراءات التغلب عليها
-
نقص الكفاية المهنية وضعف الخبرة العملية للأخصائي:
التغلب: تحسين الوعي الذاتي لدى الأخصائي، وزيادة وعيه عند حصوله على المعلومات. -
عدم قدرة الأخصائي على اختيار الحقائق والبيانات المرتبطة بالموقف أو تنظيمها:
التغلب: زيادة قدرة الأخصائي في التعامل مع البيانات وتنظيمها، والاستعانة بالإشراف. -
مقاومة العملاء للمشاركة في عملية التقدير وممارسة بعض العمليات النفسية (كالإسقاط والتبرير):
التغلب: حرص الأخصائي على مشاركة كافة الأنساق المرتبطة بالموقف، وأن يتعامل مع كل ما يحصل عليه من بيانات كفروض يمكن تغييرها.
دراسة حالة توضيحية (تدريب ٥)
يقدم هذا القسم عرضًا تفصيليًا لدراسة حالة وردت في الوثيقة المصدر (تدريب ٥)، والتي توضح تطبيق عملية التقدير والتدخل المهني مع حدث (شاب) في إحدى مؤسسات الرعاية. تهدف دراسة الحالة إلى إبراز كيفية جمع المعلومات، تحديد المشكلات، وضع الأهداف، وتنفيذ المقابلات العلاجية. سيتم عرض بيانات الحالة والمقابلات بشكل متسلسل لتسهيل المتابعة والفهم.
اختبر فهمك: عملية التقدير
هذا الاختبار مصمم لمساعدتك على تقييم مدى فهمك للمفاهيم الأساسية المتعلقة بعملية التقدير في الخدمة الاجتماعية كما وردت في المادة. يتكون الاختبار من أسئلة اختيار من متعدد وأسئلة صح وخطأ. بالتوفيق!