الفصل الثاني: البرنامج في العمل مع الجماعات
استكشف مفهوم البرنامج، أهميته، أهدافه، كيفية وضعه، ودور الأخصائي.
مقدمة عن البرنامج في العمل مع الجماعات
يعتبر البرنامج في خدمة الجماعة محور عملية التفاعل بين أعضاء الجماعة لتحقيق نمو الأعضاء وإشباع احتياجاتهم. فبدون البرنامج لا يمكن للجماعة أن تستمر وتتطور. وهو الأساس لتواجد الجماعات والأداة التي يستخدمها أخصائي الجماعة لمساعدة الأعضاء على حل مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم المرغوبة ومساعدتهم على النمو والتقدم.
من خلال هذا العرض، سيمكن توضيح مفهوم البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات، وأهميته وأهدافه، ومن الذي يضع البرنامج، والمبادئ التي تراعى عند وضع البرنامج، ودور أخصائي الجماعة في وضع وتصميم البرنامج، ومراحل إعداد وتصميم وتنفيذ البرنامج، بالإضافة إلى عوامل فشل البرامج.
أهداف هذا العرض:
- التعرف على مفهوم البرنامج في العمل مع الجماعات وأبعاده.
- إدراك أهمية البرنامج للأعضاء، الأخصائي، المؤسسة، والمجتمع.
- فهم أهداف البرنامج وكيف يساهم في تحقيقها.
- تحديد المسؤولين عن وضع البرنامج والمبادئ الأساسية لذلك.
- التعرف على دور الأخصائي الاجتماعي في مراحل البرنامج المختلفة.
- استيعاب مراحل إعداد وتصميم وتنفيذ وتقويم البرنامج.
- تحديد أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى فشل البرامج.
أولاً: مفهوم البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات
ينظر إلى البرنامج على أنه نشاط تقوم به الجماعة في أثناء اجتماعاتها بحضور أخصائي الجماعة. هذه الأنشطة يجب ألا تصمم وفقاً لحاجات أو رغبات أخصائي الجماعة، ولكنها تصمم وفقاً لحاجات ورغبات أعضاء الجماعة.
- محمد شمس الدين (1974): نشاط تقوم به الجماعة، يُصمم وفقاً لحاجات ورغبات الأعضاء، ويتضمن تشخيص الحاجات ودراستها في إطار قيم المؤسسة والأخلاقيات.
- إبراهيم بيومي مرعي ومحمد حسين البغدادي (1984): كل ما تقوم به الجماعة لإشباع حاجاتها، وهو مجال شامل للنشاط والعلاقات والتفاعلات والخبرات، يتم التخطيط له وتنفيذه بمعرفة أخصائي الجماعة.
- سعيد يماني العوضي (2008): النشاط الذي تمارسه الجماعة ويتم عن طريقه إحداث التغيير المرغوب في القيم والعادات وأنماط السلوك.
- ماجدي عاطف محفوظ (2010): الوسيلة التي يستخدمها أخصائي الجماعة لاستثارة الأعضاء للمشاركة في تحديد احتياجاتهم واختيار الأنشطة الملائمة وتنفيذها.
- البرنامج وسيلة تحقق أهداف طريقة العمل مع الجماعات.
- يتم التخطيط له بواسطة أخصائي الجماعة وأعضاء الجماعة.
- ينفذ في وجود مشرف الجماعة وهو أخصائي الجماعة.
- يتضمن الأنشطة والتفاعلات والعلاقات بين أعضاء الجماعة.
- يمارس في حدود أهداف ولوائح وإمكانات المؤسسة وكذلك في ضوء إمكانات واحتياجات البيئة المحيطة.
ثانياً: أهمية البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات
تتضح أهمية البرنامج في خدمة الجماعة من خلال تأثيره على مختلف الأطراف المعنية. فهو ليس مجرد أنشطة، بل أداة أساسية للنمو والتغيير.
بالنسبة لأخصائي الجماعة:
- المحرك الأساسي لجهوده المهنية.
- يساعد في اكتشاف الكوادر القيادية.
- وسيلة لاكتشاف مشكلات الأعضاء ومواجهتها.
- وسيلة غير مباشرة للتأثير في الأعضاء والجماعة.
بالنسبة لأعضاء الجماعة:
- يساعد على إشباع احتياجاتهم ورغباتهم.
- يسهم في اكتساب الخبرات والمهارات المختلفة.
- يساعد على التدريب على مهارات القيادة والتبعية.
- يساعد على تعديل سلوكياتهم.
بالنسبة للمؤسسة:
- تسهم البرامج في تنمية مهارات الأعضاء التي يتم استثمارها في خدمة المؤسسة.
- يتعلم الأعضاء الالتزام بأهداف ولوائح المؤسسة.
بالنسبة للمجتمع المحلي:
- تعتبر البرامج أداة لربط الجماعة باحتياجات ومشكلات المجتمع.
- المساهمة في مواجهة بعض المشكلات الاجتماعية (مثل محو الأمية، التوعية الصحية).
بالإضافة إلى ذلك، البرنامج هو الأداة التي توجه التفاعلات، تزود الأعضاء بالخبرات، تشبع الميول، تعتبر وسيلة تنشئة وتغيير، تساعد على التوافق، وتستخدم في تقوية العلاقات الاجتماعية ومواجهة المشكلات.
ثالثاً: أهداف البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات
يسعى البرنامج في العمل مع الجماعات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تساهم في نمو الفرد والجماعة وتطوير المجتمع.
- أداة لاستثارة التفاعل بين الأعضاء: كلما نجح البرنامج، زاد التفاعل والمشاركة في حياة الجماعة.
- ترجمة لأهداف الجماعة: يتم تحقيق أهداف الجماعة عن طريق البرامج المتعددة. الأخصائي يوجه هذا التفاعل لتحقيق أهداف مهنية مستمدة من أهداف المجتمع والمؤسسة.
- وسيلة لنمو الإحساس بالانتماء: يوفر البرنامج فرصًا لتنمية مشاعر الانتماء، خاصة لمن يفتقدونها.
- أداة لتكوين العلاقات والشعور بالأمن: يساعد في بناء علاقات إيجابية وتنمية الشعور بالأمان.
- وسيلة لاستثارة الطاقات الكامنة واستثمارها: يتيح فرص الممارسة والتدريب لاكتشاف وتنمية قدرات الأعضاء.
- وسيلة للتفكير الجماعي ومواجهة مواقف اتخاذ القرار: يدرب الأعضاء على اتخاذ القرارات بشكل جماعي.
- أداة لضبط السلوك الفردي والجماعي وتنمية المعايير: يعلم الأعضاء الالتزام بالضوابط والمعايير لصالح الجماعة.
- أداة لتشخيص المشكلات ومظاهر سوء التكيف: يمكن للأخصائي ملاحظة سلوكيات الأعضاء وتشخيص المشكلات.
- وسيلة لربط الجماعة بالمجتمع: يساهم البرنامج في تفاعل الجماعة مع المجتمع المحلي وتقديم خدمات له.
رابعاً: من الذي يضع البرنامج في طريقة العمل مع الجماعات؟
من المعتقدات الخاطئة أن أخصائي الجماعة هو المسؤول الوحيد عن وضع البرنامج. في الواقع، **أعضاء الجماعة هم من يضعون البرنامج بشكل أساسي**، وذلك لأن هدف العمل مع الجماعات هو نموهم واكتسابهم للمهارات من خلال ممارسة ما يحقق ذلك بحرية واختيار. البرامج المفروضة قد تقاوم من الأعضاء ولا تحقق الإشباع المطلوب.
**دور أخصائي الجماعة** هو مساعدة الأعضاء في التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، وتحديد الأنشطة المناسبة، وصياغتها في خطة واضحة، مع توجيههم في ضوء احترام رغباتهم، شروط المؤسسة، قيم المجتمع، ومبادئ طريقة العمل مع الجماعات.
رسم بياني يوضح الأدوار الرئيسية في وضع البرنامج.
خامساً: المبادئ التي تراعى عند وضع البرنامج
ليست عملية وضع البرامج سهلة، بل هناك مبادئ أساسية يجب مراعاتها لضمان فعالية البرنامج ونجاحه في تحقيق أهدافه.
1. مبدأ الحاجات المحسوسة:
يجب أن يبنى البرنامج على أساس حاجات أعضاء الجماعة التي يشعرون بها.
2. مبدأ المشاركة الجماعية:
ضرورة إشراك جميع أعضاء الجماعة في عملية التخطيط للبرنامج.
3. مبدأ العملية:
أن تكون عملية التخطيط غير معقدة ويتم التعامل مع المشكلات بطريقة عملية.
4. مبدأ الشمولية:
مراعاة كافة رغبات أعضاء الجماعة قدر الإمكان.
5. مبدأ المرونة:
القدرة على تعديل الخطة وفقاً لما يطرأ من تغيرات أو ظروف.
6. مبدأ البساطة:
بساطة البرنامج وسهولة فهمه واستيعابه من قبل الأعضاء.
7. مبدأ التنسيق:
التنسيق بين أعضاء الجماعة، ومع الجماعات الأخرى، ومع المؤسسة.
8. مبدأ الاقتناع أو الرضا:
أن يكون لدى أعضاء الجماعة اقتناع ورضا بعملية التخطيط للبرنامج.
سادساً: دور أخصائي الجماعة في وضع وتصميم البرنامج
يلعب أخصائي العمل مع الجماعات دورًا حيويًا في جميع مراحل البرنامج، بدءًا من التخطيط وحتى التقويم. يتوقف تدخله على عوامل مثل مستوى أعمار الأعضاء، مستواهم العقلي، ومرحلة نمو الجماعة.
- مساعدة الأعضاء على اكتشاف حاجاتهم ورغباتهم وقدراتهم.
- مساعدة الأعضاء على إدراك إمكاناتهم ومواهبهم.
- مساعدة الأعضاء على اكتساب خبرة العمل الجماعي في المناقشة واتخاذ القرار.
- مساعدة الأعضاء على تحمل مسؤولية ما يتخذ من قرارات.
- مساعدة الجماعة على مواجهة الصعوبات التي تواجههم.
- مساعدة الأعضاء على ممارسة الأدوار والمسؤوليات المحددة.
- تذليل العقبات التي تعرقل تنفيذ البرنامج.
- تحديد توقيت محدد للأنشطة مع مراعاة المرونة.
- التأكد من وضوح أهداف البرنامج (البعيدة والقريبة).
- مساعدة الأعضاء على التعاون وتبادل الخبرات.
- مساعدة الأعضاء على مواجهة الظروف الطارئة.
- إجراء مناقشات نقدية مع الأعضاء حول الأنشطة والأهداف.
- تدريب الأعضاء على استخدام الأسلوب الموضوعي في النقد.
- إتاحة الفرصة الكاملة للأعضاء للمشاركة في عملية التقويم.
- تحديد الإيجابيات والسلبيات بصورة قاطعة.
- مساعدة الأعضاء على تحديد أهم ملامح البرامج المستقبلية.
سابعاً: مراحل إعداد وتصميم وتنفيذ البرنامج
يمر البرنامج بعدة مراحل أساسية لضمان تصميمه وتنفيذه بشكل فعال، وهي كالتالي:
- تحديد أهداف البرنامج: يجب أن تكون واضحة ومرتبطة بأهداف الأعضاء والأخصائي، ويتم توضيحها عبر المقابلات والمناقشات.
- تحديد الاحتياجات الأساسية: التعرف على الاحتياجات (اقتصادية، سيكولوجية، اجتماعية، ثقافية) ومساعدتهم في إشباعها.
- توفير الموارد والإمكانيات: دراسة الموارد البشرية والمادية المتاحة ومدى ملاءمتها للبرنامج.
- تحديد شروط الاشتراك في البرنامج: وضع شروط تتعلق بالجوانب الزمنية، المالية، والأدوار.
- وضع التنظيم المناسب للبرنامج: تحديد الهيكل التنظيمي اللازم لتنفيذ البرنامج وتوزيع المسؤوليات.
- وضع الاحتمالات المناسبة للصعوبات: توقع الصعوبات المحتملة ووضع خطط لمواجهتها.
- وضع نظام للمتابعة والتقويم: الاهتمام بعمليات المتابعة والتقويم منذ بداية البرنامج لتحسينه.
- بدء البرنامج بالأنشطة المتميزة: البدء بالأنشطة الجاذبة والمؤكد نجاحها لزيادة إقبال الأعضاء.
- توضيح ما تقوم به الجماعات من برامج للمؤسسة وللمجتمع: الإعلان عن البرامج لتعزيز الدعم والارتباط.
- إعداد نماذج لتسجيل ما يدور في البرنامج: تسجيل التقارير والمواقف للاستفادة منها في التقويم.
تاسعاً: عوامل فشل البرامج
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى فشل البرنامج في تحقيق أهدافه. فهم هذه العوامل يساعد في تجنبها والتخطيط بشكل أفضل.
اختبر فهمك: أسئلة حول البرنامج في العمل مع الجماعات
هذا الاختبار التفاعلي الشامل يساعدك على تقييم مدى استيعابك للمفاهيم الأساسية. يتضمن الاختبار 50 سؤالاً متنوعاً بين الاختيار من متعدد والصح والخطأ.
