الإشراف في طريقة العمل مع الجماعات
دليل تفاعلي شامل لمفهوم الإشراف، خصائصه، أهدافه، وظائفه، ومبادئه.
مقدمة عن الإشراف في خدمة الجماعة
يعتبر الإشراف مكوناً أساسياً من مكونات طريقة العمل مع الجماعات، فهو يمثل الخبرة والمعرفة والمهارة التي وصل إليها الأخصائي عبر سنوات الممارسة. إنه العملية التي تمكن أخصائي الجماعة من الممارسة بشكل موجه، ويمثل عنصر الأمان له في مواجهة تحديات العمل الميداني.
في العصر الحالي، تحتاج الممارسة المهنية إلى التخطيط والتفكير والمواجهة. ورغم أن أخصائي الجماعة مؤهل لذلك، إلا أنه يحتاج إلى من يساعده ويقدم له الرأي والمشورة والتأييد عند الحاجة. من هنا، يصبح المشرف هو المعين والمرشد للأخصائي، مما يجعل الإشراف عنصراً مهماً لا يقل عن أهمية الجماعة والمؤسسة والأخصائي والبرنامج.
أهداف هذا الدليل:
- التعرف على المفهوم العميق للإشراف وأبعاده المختلفة.
- إدراك أهمية الإشراف وخصائصه كعملية أساسية في خدمة الجماعة.
- فهم الأهداف المتعددة التي تسعى عملية الإشراف لتحقيقها.
- استيعاب وظائف المشرف الخمس: الإدارية، التعليمية، الريادة الثانوية، التدريبية، والتقويمية.
- التعرف على المبادئ التي تحكم العلاقة الإشرافية.
- فهم المتطلبات اللازمة للمشرف وأدواره ووسائله الفنية.
- اختبار وتعميق الفهم من خلال اختبار تفاعلي شامل.
أولاً: مفهوم الإشراف (Supervision)
يرجع أصل مصطلح الإشراف (Supervision) إلى اللغة اللاتينية، من مقطعي "Super" (الأعلى) و "Videre" (يرى)، أي "الرؤية من أعلى" أو "المراقبة الشاملة". وهو يتجاوز المراقبة السطحية ليكون عملية فنية وتعليمية وتوجيهية متكاملة تهدف إلى تمكين الأخصائي وتحقيق نموه المهني.
- مارجريت وليامسون: عملية نمو مهني يمر بها المشرف عليه بمساعدة المشرف، ليكتسب المهارات التي تجعله أكثر كفاءة في عمله مع الجماعة على أسس علمية سليمة.
- تريكر: عملية تعليمية تساعد الأخصائيين على التعلم والنمو والتطور وتحسين مهاراتهم، بما يحقق أفضل المستويات الممكنة للجماعة ويتفق مع أهداف المؤسسة.
- محمد شمس الدين أحمد: طريقة تتضمن عملية يساعد بها المشرفون الأخصائيين على النمو وأداء مسؤولياتهم على أحسن وجه ممكن.
- محمد مصطفى: علاقة مهنية بين المشرف ومن يشرف عليهم، تركز على توجيه العملية التعليمية لمساعدة الأخصائي على فهم نفسه وتعديل سلوكه وتكوين علاقات طيبة.
- تعريف شامل: عملية فنية تركز على التعليم والتوجيه والمتابعة من جانب شخص مهني مؤهل، بهدف مساعدة أخصائي العمل مع الجماعات على أداء دوره بفاعلية في إطار وظيفة المؤسسة وقيم المجتمع، وتقوم على علاقة مهنية تحكمها قيم ومبادئ المهنة.
ثانياً: أهمية وخصائص الإشراف
أهمية الإشراف
- مساعدة الأخصائيين على فهم علاقاتهم ومواجهة الصعوبات.
- اكتشاف وتتبع النمو المهني للأخصائي وتوجيهه.
- التعامل مع مشاعر القلق والخوف لدى الأخصائيين الجدد.
- مناقشة الصعوبات القائمة والمتوقعة في جميع مراحل حياة الجماعة.
- تنظيم العمل لتقدم الجماعة نحو أهدافها.
- تأكيد معايير الخدمة المهنية وزيادة وعي الممارسين بأهداف المؤسسة.
خصائص الإشراف
- عملية أساسية وجوهرية في الخدمة الاجتماعية.
- يعتمد على قاعدة معرفية علمية.
- يعتمد على قاعدة قيمية وأخلاقية.
- عملية مهارية تهدف لتطوير المهارات التطبيقية.
- عملية هادفة تسعى لتحسين الأداء وتطويره.
- يمارس من خلال ممارسين مؤهلين ومدربين.
- يمارس ضمن إطار مؤسسي منظم ولوائح وقواعد.
ثالثاً: أهداف الإشراف
يسعى الإشراف بوعي وتخطيط إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المترابطة التي تصب في مصلحة العميل (الفرد والجماعة) والأخصائي والمؤسسة. ويمكن تمييز أهداف قصيرة المدى وأهداف طويلة المدى.
الأهداف قصيرة المدى (المباشرة)
- تعليمي: تحسين قدرة الأخصائي على أداء عمله بفاعلية وتنمية معارفه ومهاراته.
- إداري: تطوير فهم الأخصائي للجوانب الوظيفية والإجرائية للعمل.
- تدعيمي: تنمية شعور الأخصائي بالرضا والسعادة أثناء قيامه بعمله.
الأهداف طويلة المدى (الغايات)
- مساعدة الأخصائي على أداء دوره وتطوير معارفه ومهاراته.
- مساعدة الجماعة على إنجاز أهدافها واستثمار مواردها.
- مساعدة المؤسسة على الاستفادة من جهود الأخصائي والجماعة.
- تنسيق الجهود وتقسيم العمل بين فريق العمل المهني.
رابعاً: وظائف الإشراف
تتعدد وظائف الإشراف لتشكل منظومة متكاملة من المهام والمسؤوليات. وهي خمس وظائف رئيسية:
تتعلق بالنواحي التنظيمية وتشمل: اختيار الموظفين، شرح سياسة المؤسسة، التعريف بالمؤسسة وإمكانياتها، وتنظيم وتقسيم وتنسيق العمل.
جوهر الإشراف، حيث يساعد المشرف الأخصائي على فهم سلوك الأفراد وديناميكيات الجماعة وربط النظرية بالتطبيق. وتمر العلاقة التعليمية بعدة مراحل (سيتم توضيحها في الرسم البياني).
يعمل المشرف كرائد ثانوي للجماعة، مما يمنحه الموضوعية لتقديم تحليل غير متحيز للأخصائي (الرائد الأولي) ومساعدته على اتخاذ القرارات السليمة.
تزويد الأخصائيين بالمعارف والمهارات الجديدة أو تطوير ما لديهم لمواكبة التطورات المستمرة، باستخدام أساليب تدريب متنوعة.
تحديد القيمة الفعلية للإنجاز الذي حققه الأخصائي، والوقوف على نقاط القوة والضعف بهدف التطوير والتحسين المستمر.
رسم بياني يوضح مراحل النمو في العلاقة التعليمية الإشرافية.
خامساً: مبادئ الإشراف
تستند عملية الإشراف إلى مجموعة من المبادئ الأساسية التي تشكل إطاراً مرجعياً يحكم العلاقة بين المشرف والأخصائي ويوجه مسار الممارسة.
1. مبدأ التقبل
قبول المشرف لدوره وللأخصائي كما هو، وهو أساس بناء أي علاقة إيجابية.
2. تحديد الأهداف الإشرافية
يجب أن تكون العملية مخططة وواضحة الأهداف وليست عشوائية.
3. تكوين العلاقة الإشرافية
حجر الزاوية، وتقوم على الثقة والاحترام والحرية المتبادلة.
4. التركيز على بؤرة الاهتمام
تركيز محتوى الجلسات على القضايا المتفق عليها لتوفير الوقت والجهد.
5. تقدير واحترام المشاعر
الاعتراف بمشاعر الأخصائي الإيجابية والسلبية والتعامل معها بحكمة.
6. مبدأ التوقيت
اختيار الوقت المناسب للتدخل، والبدء مع الأخصائي من حيث هو، والتحرك حسب قدرته.
7. النشاط الذاتي وحرية الممارس
إشراك الأخصائي بفاعلية في تعلمه وإتاحة الفرصة له للتجريب والإبداع.
8. مبدأ التقويم
القياس المستمر لمدى تحقق الأهداف بهدف تحسين الممارسة.
سادساً: متطلبات وأدوار المشرف
متطلبات الإشراف
- شخصية: سمات مثل الاتزان الانفعالي، النضج، المرونة، القدرة على التفكير الناقد.
- معرفية: الإلمام بنظريات الممارسة، أسس الإشراف، سياسات المؤسسة، ثقافة المجتمع.
- مهارية: مهارات إدارية، ومهارات مهنية مثل الملاحظة والتسجيل والتواصل وحل المشكلات.
- قيمية وأخلاقية: الالتزام بأخلاقيات المهنة كالعدالة والسرية والاحترام.
أدوار المشرف (نموذج تريكر)
- كمعلم: يساعد الأخصائي على تطبيق النظرية.
- كملاحظ: يرصد الأداء وعلاقة الأخصائي بالجماعة.
- كمثل (نموذج): يقدم نموذجاً للممارسة المهنية الناجحة.
- كمصدر للمعلومات: يوفر المعلومات الدقيقة عند الحاجة.
- كمستشار: يقدم النصح في المواقف الطارئة.
- كأخصائي جماعة: يمارس مهاراته في قيادة الاجتماعات الإشرافية.
- كمسجل: يوثق العملية الإشرافية للتقويم والتطوير.
- كمتعلم: يستمر في تطوير نفسه مهنياً.
سابعاً: وسائل الإشراف
يستخدم المشرف مجموعة من الأدوات والوسائل الفنية المنظمة التي تشكل قنوات الاتصال والتفاعل بينه وبين الأخصائي.
1. المقابلة التمهيدية
اللقاء الأول لكسر الجليد وبناء العلاقة وتحديد خطة العمل.
2. الملاحظة
متابعة أداء الأخصائي في الميدان أثناء عمله مع الجماعة بشكل مباشر.
3. التسجيل
توثيق الممارسة من خلال التقارير التي يعدها الأخصائي والمشرف.
4. الاجتماعات الإشرافية
وتشمل: (أ) الفردية، (ب) الجماعية، (ج) التقويمية.
اختبر فهمك: أسئلة حول الإشراف في خدمة الجماعة
هذا الاختبار التفاعلي الشامل يساعدك على تقييم مدى استيعابك للمفاهيم الأساسية المتعلقة بالإشراف. يتضمن الاختبار 50 سؤالاً متنوعاً بين الاختيار من متعدد والصح والخطأ.
